قربان الوطن.. - احمد حسن الزعبي

المسؤولون الأمنيون
يشكون أنهم منذ أربعة شهور لم ينعموا بإجازة الجمعة مع عائلاتهم بسبب
المظاهرات والاعتصامات، والحزبيون والنقابيون وقادة الإصلاح يشكون أيضا
أنهم منذ أربعة شهور لم ينعموا بإجازة الجمعة مع عائلاتهم بسبب المماطلة..
وأصحاب المصالح الخاصة والمحال التجارية هم كذلك يشكون أنهم منذ اربعة شهور
لم ينعموا بحركة تجارية طبيعية.

المتوالية مستمرة..والخسارة تعمّ
الجميع..ما دام الوضع قائماً على حاله..لا الحكومة متقدّمة بخطوات سريعة
ولا الشعب راض أن يبقى في صالة الانتظار.

الحل موجود لمن اراد أن
يبحث عن الحل؛من يعرف جيداً طبع الأردنيين سيعرف انهم يكرهون الظلم..
يستطيعون أن يدفعوا كل مالهم عن طيب خاطر للوطن،و ان يأكلوا الخبز «الحاف»
وان يدفعوا مائة دينار ثمن تنكة البنزين، لكنهم لن يغفروا لمن «يسلب» قرشاً
واحداً من جيوبهم.. ولا يغفروا لمن يتاجر بدمهم ولقمة عيشهم، في سبيل بناء
الفلل وفتح الوكالات و»تورم» الرصيد الشخصي...

ثلاث أولويات اذا ما
تم انجازها حتماً سترتاح الدولة، ونضمن رضا المواطن ونحصد دعمه الى الأبد،
أولها: حظر السفر على البعض، و الذين ربت ملايينهم وتضخمت ممتلكاتهم من
دماء وعرق أبناء الوطن، والتحقيق بشفافية وجدية في مصدرها...وكل ما زاد عن
الراتب او مكافأة نهاية الخدمة وما لم يكن مصدره تركة شرعية او أملاكاً قبل
تولي المسؤولية ..يصادر لصالح خزينة الدولة فوراً ...ثانيها: قانون انتخاب
جديد يضمن خروج مجلس برلماني حقيقي.. ثالثاً: استعادة ما يمكن استعادته من
«صفعات الخصخصة» التي سرّبت ثروات الوطن من بين اصابعنا في السنوات
الماضية.

***

نصف الشجاعة لا تجلب انتصاراً: انتم تعرفون
الفاسدين جيداً، ونعرف انكم تعرفونهم، وتعرفون أننا نعرفهم، فليس أمامكم
سوى مخرج و «قبو»..اما أن تنحروا الفساد قرباناً للوطن... أو تجاملوا
الفساد على حساب الوطن..

البعض قد يرى ما تقدّم صعباً، ربما.. لكن تبقى مقارعة الصعب أكثر نبلاً وشجاعة من الانتحار...


أحمد حسن الزعبي

الرأي