احمد حسن الزعبي يكتب عن حفاة الاحلام احمد الزعبي
"
كتب أحمد حسن الزعبي في صحيفة الراي :
قبل أن يبين خيط الحرية "الأبيض" من خيط الدكتاتورية
"الأسود"..أبدى رجل أعمال كويتي استعداده لدفع 10 ألاف دينار كويتي مقابل
اقتناء عربة خضروات الشاب "البوعزيزي" الذي كان سبباً في قلب النظام في
تونس..
وثمة قصّة مشابهة تذكرتها الآن ،فقد عرض رجل أعمال
سعودي شراء "حذاء" منتظر الزيدي مقابل 10ملايين دولار ،بعد انحناءة
بوش"الصغير" بدقائق ..لكن اسرة منتظر فضّلت الاحتفاظ بــ "النعل" الخالد
على ملايين الورق الملوّن الزائل..
ياه..كم نحن مبدعون في انزال قدسية النضال الى " بورصة المزاد"..
**
تستفزّني الطريقة العربية في تكريم الثوار وصانعي
الحريات والباحثين عن اوطانهم بجيوب الطغاة ،ويستفزّني أكثر عندما تعمي
"الدولرة" ذهنية الثراء العربي في كل شيء حتى في روحانيات النضال السياسي،
الكرامة لا يمكن أن تشترى بمال ، كما لا يمكن ان يدخل الدم في مزاد، أو
يبتاع الجلد المحترق عن طريق "الظرف المختوم" ..
يا هواة الاقتناء.. ان الوجع ليس "تحفة" يعلّق في غرفة
الاستقبال أو "كريستال" يلمّع بيدين آسيوتين كل صباح..الحرية ليست "براند"
يتنافس عليه المتنافسون، والانتفاضة لا تحمل أي "اوبشنز" مختلفة غير انها
من ابتكار "حفاة الأحلام"..
بعربة بالية أو بحذاء قديم..المهم ان تركض الشعوب
بحريتها دون خوف أو تردد كما يركض المتظاهرون بجريح.. عربة بالية أو حذاء
قديم..أدوات كافية لتصنع الحرية وتصنع التاريخ..حتى لو كان قائدها "خضرجيا"
أو صحافياً او حتى "كندرجياً"...
**
..صانع الكرامة لا يبيعها...وهل يبيع الناسك عبادته؟