كتب أحمد حسن الزعبي :
دخل مواطن فقير على موظفي مديرية التنمية
الاجتماعية في لواء المزار الشمالي مهدداً بإيذاء نفسه وتجريح جسمه اذا لم
يصرفوا له معونة شهرية فورية ..ويبدو أن الرجل قد فقد وعيه بعد سماعه
المصطلحات الروتينية التي لا تؤمن لقمة فورية له ولعياله على شاكلة: دراسة
وضع،الإجراءات المطلوبة، قدم الطلب، في لجنة ، انتظر الكشف...فكشف الرجل عن
نصف جسده السفلي وأنزل بنطاله الى أسفل الركبتين أمام اندهاش واستهجان
الحاضرين.
**
الدروس والعبر المستفادة من خلع المواطن الأردني لبنطاله :
أولا: ان"الزحمان" لم يعد السبب الوحيد
الذي يجبر الأردني على خلع بنطلونه في أي مكان ...فــ"زحمان" المماطلة
ونفاد الصبر قد تجبره على خلع بنطلونه أيضا و(تفريغ) كامل قهره أمام الملأ.
ثانياً: انه في لحظة من لحظات قد يستغني
الأردني عن حصنه الأخير "خجله" مقابل أن يقوم بتحصيل حقه، لا سيما ان الطرف
الآخر "مش مستحي منّه"!!
ثالثاً: "اللي خايف عليه" ليس شرطاً أن
يبقى - أحدنا- طول العمر "قاعد عليه"..في لحظة من اللحظات يستطيع ان يسدل
الستار عنه ويري"الخايف عليه" لأصحاب القرار.
رابعاً: منذ زمن والمواطن محل صراع بين
السياسات الاقتصادية " المحافظة" و "التجريدية" على رأي أهل الفن..وعليه
فها هو بدأ بخلع آخر قطعة من ملابسة ليختصر الطريق على المسؤولين و"لسان"
حاله يقول : هاي شلحت ..وبعدين شو المطلوب ؟.
خامساً: يجب ان ننتبه للحركات الاصلاحية
ونستمع ونستجيب لها ..قبل ان تتحول الى حركات "اشلاحية"...وبعد ان يكون هم
الحكومة تسيير الصالح العام..ستنشغل رغماً عنها في تستير .."الشالح
العام".
سادسا: من الآن فصاعداً..على أي جهة تنوي الاعتصام ان تطلب من أفردها الحضور الى مكان الاعتصام ..ببناطيل"رياضة"..أسهل للتنزيل.
سابعا: ستبرز نظرية اردنية جديدة مفادها،كلما زاد (تصعيد) المطالب ،تيقّن أخي المواطن انها اقتربت ساعة (تنزيل) البناطيل.
ثامنا : اذا كانت الحكومة لا تلتفت ولا
تهتم ولا تسرع بحل أي قضية الا اذا خلع صاحبها بنطاله..فلتبشر ب6 ملايين "
شالح" أردني...يعلقون بناطيلهم بمختلف المقاسات والتوجهات والألوان على
سياج دار الرئاسة منذ فجر اليوم...
**
دولة الرئيس: الا تلاحظ انك "اللابس" الوحيد فينا.
**
لزيارة موقع الكاتب الزعبي :
لمراسلته الكترونيا :