علماء "العمل الإسلامي" :الثورة على "الطواغيت" مشروعة وواجبة

أكد علماء حزب جبهة العمل
الإسلامي ان المظاهرات التي تنكر المنكرات في أي بلد من البلاد مشروعة وترتقي إلى
الوجوب الشرعي.

ولفتوا في فتوى أصدروها يوم الاحد الى ان المطالبة بتطبيق أحكام
الشريعة الإسلامية ونصرة الرسول والدفاع عن الإسلام وأحكام الشريعة وإنكار الحملات
الظالمة والإشاعات الكاذبة ضد الإسلام والمسلمين وتاريخهم وعقيدتهم ونصرة
المستضعفين والمظلومين مشروعة وترتقي إلى الوجوب الشرعي.

وتاليــا نص البيان:

بيان صادر عن اللجنة المركزية لعلماء الشريعة
الإسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي في حكم المظاهرات في الشرع الإسلامي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له . ومن يضلل فلا هادي له . ونستفتح
بالذي هو خير، قال تعالى : { كنتم خير أمة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر }
.

ينبغي بادئ ذي بدء أن نقول : ما الهدف من المظاهرات ؟

إن الهدف من الظاهرات هو المطالبة بحق من الحقوق أو إنكار منكر
من المنكرات . أما المطالبة بالحقوق والحريات العامة فمطلب مشروع والاعتداء على
الحقوق والتضييق على حريات الناس ظلم حرمه الشارع وفي الحديث القدسي : ( يا عبادي
إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) .

ومما يجدر ذكره أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عيني
على كل مسلم ومسلمة لما رواه الإمام مسلم في صحيحه قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع
فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) . ولفظ ( من ) من ألفاظ العموم تشمل كل مكلف بالغ عاقل
ذكراً كان أو أنثى، وما الحسبة كما يعرفها فقهاء الفقه السياسي إلا أمر بمعروف ظهر
تركه أو نهي عن منكر ظهر فعله .

وعليه فإن المظاهرات التي تنكر المنكرات التي ترتكب في أي بلد
من البلاد وبخاصة المنكرات التي لها تأثير خطر على المجتمع وعلى الأفراد فتجلب
ضراً ولا تدفع شراً بل تعززه فالحكم الشرعي فيها أنها واجبة الإنكار .

ولقد حدد الحديث الشريف صور تغيير المنكر – كما تقدم – وحددها
أيضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه
فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، إلا من رضي وتابع فليس وراء ذلك من إيمان حبة
خردل ) .

وهذه المظاهرات تعبير عن إنكار المنكر باللسان، وهذا أمر مشروع
بل واجب كما رأينا لأن كلمة فليغيره : فعل مضارع مقترن بلام الأمر، وهذه صيغة من
صيغ الوجوب .

فما تقوم به الشعوب الإسلامية من إنكار المنكر الذي جرى في
الغرب وفي بلاد العرب من إساءة للرسول صلى الله عليه وسلم . هو نصرة للرسول صلى
الله عليه وسلم وإنكار لجريمة نكراء، يؤجر كل من تظاهر من أجل هذا الهدف النبيل
وهتف بنصرة الرسول وبحبه، وهتف بضرورة مقاطعة الشركات والدول التي دعمت وانبرت
بنشر الصور المؤذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

والتظاهر المطالب للأنظمة العربية بنصرة الأقصى والدفاع عنه
وتحريره من اليهود الغاصبين، أمر واجب كذلك يؤجر كل من خرج في هذه المظاهرات .

والتظاهر ضد معاهدات التطبيع
وتركيع الشعوب واجب شرعي كذلك كما هو
التظاهر والإنكار ضد التطبيع السياسي والأمني والسياحي والثقافي والأخلاقي مع
اليهود المحتلين .

والمطالبة بإغلاق السفارات اليهودية في البلاد العربية،
والتظاهر من أجل ذلك أمر شرعي .

وخروج المظاهرات التي تطالب بإقفال الخمارات ودور الدعارة والبغاء
ونوادي الليل والمساج وغيرها من صور الفساد أمر شرعي ومستحب بل واجب .

وخروج المظاهرات الشعبية المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة
الإسلامية على الناس وعلى اللصوص والمجرمين أمر مشروع ومندوب بل يتعين في بعض
الأحيان .

وخروج المظاهرات التي تطالب بطرد القواعد العسكرية الأمريكية
وغيرها من بلاد المسلمين أمر مندوب بل هو صورة عظيمة من صور الجهاد والمقاومة التي
حث عليها الشارع الحكيم .

وخروج المظاهرات المطالبة بنصرة الشعوب الإسلامية ضد الاحتلال
والغطرسة الصليبية في العراق وأفغانستان، والروسية في الشيشان أمر مشروع وصورة من
صور الجهاد .

وخروج المظاهرات المتضامنة مع الشعوب الإسلامية المجاهدة ضد
الطواغيت في تونس وفي مصر وغيرهما مما ينصرها الله على طواغيتها من قبيل التعاون
على البر والتقوى قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى } .

وخروج المظاهرات المطالبة بفك الحصار الظالم عن إخواننا
المسلمين في غزة، وتنكر على الطواغيت ممن يشاركون في هذا الحصار الظالم جهاد عظيم
يؤجرون عليه .

وختاماً فان المظاهرات المطالبة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية
ونصرة الرسول والدفاع عن الإسلام وأحكام الشريعة وإنكار الحملات الظالمة والإشاعات
الكاذبة ضد الإسلام والمسلمين وتاريخهم وعقيدتهم ونصرة المستضعفين والمظلومين
مشروعة وترتقي إلى الوجوب الشرعي وذلك للأدلة التالية :

1. { كنتم خير أمة
أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } .

2. { ولتكن منكم
أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } .

3. { يا بني أقم
الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر } .

4. { والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر }.

5. وورد عن النبي
صلى الله عليه وسلم أحاديث تأمر المسلمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وتوجب تغيير المنكر باليد واللسان والقلب ومجاهدة الطواغيت باليد واللسان والقلب،
وتنكر على المسلمين أن يجبنوا عن إنكار المنكر وإنكار ظلم الطواغيت :

1- ( إذا رأيتم
أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فبطن الأرض خير من سطحها ) وفي لفظ ( فقد تودع
منهم ) .

2- ( والله لتأمرن
بالمعروف وتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم تأطرنه على الحق أطراً وتقصرنه
على الحق قصراً أو ليضربن قلوب بعضكم على بعض وليلعنكم كما لعنهم ) .

3- ( ليس منا من لم
يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر ) .

وهذه النصوص توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحذر من ترك
هذا الواجب بمعاقبة تاركيه عقوبات زاجرة عامة وحددت مراتب الإنكار بالتغيير أعلاها
القوة وأدناها القلب وبين ذلك اللسان وصور الإنكار بالقوة أن تضغط الأمة بمجموعها
على مرتكب المنكر وترغم من يزاول المنكر بالكف عن منكره ومن أنسب الوسائل وأجداها
خروج الناس والجماهير المؤمنة في الشوارع معلنة إنكارها ومطالبة المسؤولين بالتوقف
عن الفساد والإفساد ومحاكمة المفسدين ومعاقبتهم العقوبة الشرعية التي يستحقونها.

ومن صور الإنكار التظاهرات التي يجري فيها هتافات هادفة لا
تعارض الشرع وخطابات راشدة تسترشد بأحكام الشرع وآدابه والأخلاق الداعي إليها دون
اعتداء على الأنفس والدماء والأعراض والأموال .

اللهم اشهد فإنا قد بلغنا

التاريخ:17 ربيع الأول 1432هـ

الموافق :20 /2/2011

اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الإسلامية

» سلسلة علماء عرب ومسلمين
» الدراسات الصوتية عند علماء التجويد
» هذه الحادثة جرت للأصمعي الذي يعتبر من أعظم علماء اللغة العربية