تعوًد الشعب العربي من الصغر على الخوف اذ كانت الأم حتى تسكت طفلها الباكي تردد عبارات : " ماما هسا بيجي الكلب " مام هسا بيكلك الضبع " مام هسا بييجي الشرطي بيوخذك" حتى أصبح لدينا عندما كبرنا خوف من كل شيء ومن لا شيء وأصبح لدينا مرض الخوف ( الفوبيا في أجسامنا ) .
أظن أن الفوبيا أحدثت طفرة في جيناتنا حيث اصبحت تورث بالوراثة حتى أصبح الخوف مستاصل لدرجة عدم النظر الى التلفاز إذا كان فيه شيء مخالف للحكومة أو اعتصام برومانيا أو مسيرة برومانيا.
ظلت هذه الفوبيا تنخر في ما تبقى من الشجاعة التي اتصف بها العربي الأصيل من القدم ولكن دون تغيير ودون علاج.
بدأت بعض الاعتصامات في بعض الدول العربية قد تكون بفعل جينات غريبة ليست من عندنا أو قد يكون حدث طفرة جديدة معاكسة لبعض الناس ولكن ليس بالقدر الكافي.
المرض تأصل ودون مقاومة أو علاج حتى أصبحت المسألة حياة أو موت عند البعض وهاهم أول الاحياء الشعب التونسي اللذين سيطروا على هذا المرض بقوة وقتلوا الجينات المسرطنة بشكل مفاجئ وعجيب والنتيجة أنهم الآن أحياء وبلا مرض .
هنا في بلدنا العزيز الحكومة الرشيدة تستغل هذا المرض وتستهزئ بالفكر الأردني العظيم والعقل الأردني الرائع وتستخف به بطرق ليست إلا عجيبة.
اتذكر بعض المواقف لحكومات سابقة : مرة جاءت حكومة وزادت الموظفين 3 دنانير الغريب أن الوزير الذي أعلن عن الزيادة كان خجلا وهو يعلنها. الموقف الآخر عندا رفع سعر الخبز خرج مسؤول وبكل شجاعة (غير مصاب بالمرض) أعلن أن هذه الزيادة من مصلحة الشعب الأردني ! وصدقناه.
مثال جديد في زمن هذه الحكومة تسعير المحروقات ليس لأنني أعرف قليلا بالحساب ولكن إبني الصغير ذو الخمس سنوات يستطيع حسابها النفط 148 دولار وعندنا البنزين 15 دينار إذا عندما يكون النفط 75 دولا البنزين يجب أن يكون النصف 7.5 دينار هذا لم يحث البتة هل ما زلنا مصابين بالمرض أم حاملين له لننقله للآحرين .
لا أدعو للاعتصام ولكن مقاومة جزئية لهذا المرض وذلك عن طريق الكلام فقط لا غير نحن انتخبنا ممثلين لنا ( مجلس النواب ) ،- يوجد دراسة أن أكثر الناس المصابين تاثرا هم النواب- ولم يعرف السبب نريد منهم أن يتكلموا أن يقاوموا المرض أن يعالجوا جزءا من هذه الجروح والآلام .
الشعب الأردني منتهي بكل ما في الكلمة من معنى ولم يعد على الحديدة فحسب بل أكل الحديدة ولم يبقى شيء يقعد عليه عافانا الله سبحانه وتعالى وعافاكم من كل أمراض العصر.
الكاتب : زهران شقاح
zahranshakkah@yahoo.com