نورالدين زنكي
هو نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي, أبو القاسم ، التركي ، السلطاني ، الملكشاهي ، الملك العادل ، ليث الإسلام.
ولد في 17شوال سنه 511 هجري
كان رحمه الله حامل رايتي العدل والجهاد، قل أن ترى العيون مثله حاصر دمشق ، ثم استعادها من الصليبيين ، وبقي بها عشرين سنة. . وبنى المدارس بحلب ، وحمص ، وبعلبك ، والجوامع ، والمساجد ، وأنشأ بدمشق المارستان ، ودار الحديث ، والمدارس ، ومساجد عدة ، ووسع أسواقها ، وحصنها ، وأبطل المكوس ، وكسر الفرنج مرات ، ودوَّخهم ، وأذلهم.
وكان بطلا ، شجاعاً ، وافر الهيبة ، حسن الرمي ، مليح الشكل ، ذا تعبد ، وخوف ، وورع ، وكان يتعرض للشهادة ، سمعه كاتبه أبو اليسر يسأل الله أن يحشره من بطون السباع ، وحواصل الطير.
بنى دار العدل ، وأنصف الرعية ، ووقف على الضعفاء والأيتام ، والمجاورين ، وأمر بتكميل سور المدينة ، وفتح درب الحجاز ، وعمَّر الخوانق ، والربط ، والجسور ، والخانات ، بدمشق ، وغيرها .. وكذا فعل إذ ملك حراَّن وسنجار ، والرُّها ، والرقة ، ومنبج ، وشيراز ، وحمص ، وحماة ، وصرخد ، وبعلبك ، وتدمر ، ووقف كتبا كثيرة مثمنة ، وكسر الفرنج والأرمن على حارم ، وكانوا ثلاثين ألفا ، فقل من نجا.
وافتتح مصر ، وقهر دولتها الرافضية ، وهربت منه الفرنج ، وصفت الديار المصرية لشيركوه نائب نور الدين..
انتزع من الكفار نيفا وخمسين مدينة ، وحصنا ، وعزم على فتح بيت المقدس.
وكان رحمه الله يصلي في الجماعة ، ويصوم ، ويتلو ، ويسبح ، ويتحرى القوت الحلال ، ويتجنب الكبر ، ويتشبه بالعلماء والأخيار ، لم ينشف له لبد من الجهاد ، وكان حنفيا يراعي مذهب الشافعي ، ومالك.
قال ابن الأثير : طالعت السير ، فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين ، وعمر بن عبد العزيز ، أحسن من سيرته.
وكان يقول : طالما تعرضت للشهادة ، فلم أدركها . قال الذهبي : قد أدركها على فراشه ، وعلى ألسنة الناس : نور الدين الشهيد.
توفي رحمه الله سنة تسع وستين وخمسمائة.