ذات يوم تعرّض احد وزراء
الاشغال إلى حادث سير بينما كان في طريقه إلى إحدى المناطق النائية، وبعدما
تم إسعافه والاطمئنان على صحّته، قرر إغلاق جميع «فتحات»الدوران الواقعة
على «الاتوسترادات» والشوارع الرابطة بين المدن..فكان له ذلك دون دراسة
الآمن والخطر والأقل خطورة منها...
المهم بعد شهور تغيّرت الوزارة،
وجيء بوزير أشغال جديد..وذات يوم، أزعج الوزير ذلك الطريق الطويل الذي لا
يتضمن أي فتحات للدوران، لا سيما وانه على عجلة من أمره، فعليه ان يزور
إحدى مديريات الأشغال والعودة إلى اجتماع مجلس الوزراء..وبعد إن سأل السائق
عن عدم وجود أي مخرج للالتفاف أجابه السائق بأن وزير الأشغال الأسبق أمر
بإغلاق كل «الفتحات» بعد أن تعرّض إلى حادث سير.. أخرج الوزير هاتفه النقال
واتصل بهندسة الطرق آمراً بإعادة فتح جميع «فتحات» الدوران على
الاتوسترادات والشوارع الرابطة بين المدن التي أغلقها الوزير السابق...فكان
له ذلك دون دراسة الخطر منها والأقل خطراً والآمن..
المهم بعد شهور
تغيّرت الوزارة، وجيء بوزير اشغال جديد، وذات يوم، ساء الوزير ان يقابل
سيارته الحكومية ألحديثة قلاّب 12 على نفس فتحة الالتفاف..فأخرج هاتفه
النقال واتصل بهندسة الطرق وطلب منهم ان يضعوا علامات محددة على كل
فتحة،مثلاً، الفتحة الأولى يسمح فيها الدوران والالتفاف للقادم من هذا
الشارع وممنوعة على الشارع المعاكس،والفتحة الثانية يمنع فيها الدوران
والالتفاف للقادم من هذا الشارع ويسمح فيها للقادم من الشارع المعاكس وهكذا
بقصد تنظيم الالتفاف..فكان له ذلك..وبعد شهور تغيّرت الوزارة، وجيء بوزير
أشغال جديد، وذات يوم لم يُعجب الوزير علامة ممنوع الالتفاف التي شاهدها
على «فتحة» اعتاد الدوران منها..فأخرج هاتفه النقال واتصل بهندسة الطرق
وطلب منهم إزالة كل إشارات «ممنوع الدوران» التي أمر بها الوزير السابق،و
توسيع الفتحات الالتفافية ليتسنى للسيارات المقابلة الالتفاف من نفس الفتحة
دون التعرض لخطر التصادم...فكان له ذلك..
طبعاً الى الان لم يجرؤ
احد على حساب كم بلغت تكلفة «متر الباطون» نتيجة فتح وتسكير الفتحات،
المرتبطة بــ «فتح وتسكير» مزاج أصحاب المعالي المتعاقبين..
***
تذكرت
قصة هذه الفتحات عندما قرأت أن الحكومة تعتزم دمج وزارة التنمية السياسية
مع وزارة الشؤون البرلمانية لتصبح وزارة واحدة تحت مسمى :وزارة الشؤون
البرلمانية والسياسية،طبعاً دون أي أدنى ضمان لاستمرار الوزارة المدمجة في
الحكومات المقبلة...مما يثبت أن المزاج الأردني سيبقى مهووساً بــ»سوسة
الفك والتركيب « و»الفتح والتسكير» مدى الحياة.
ahmedalzoubi@hotmail.comاحمد حسن الزعبي