المسألتان الغراوان في الميراث

المسألتان الغراوان

صورتهما :

توفيت
امرأة عن زوج وأبوين، أو توفي رجل عن زوجة وأبوين فإلام في كلتي الحالتين
تأخذ ثلث الباقي بعد فرض احد الزوجين، فيكون نصيبها في المسالة الأولى سدس
جميع التركة، والزوج النصف، ويأخذ الأب الباقي وهو الثلث. ويكون نصيبها في
المسالة الثانية ربع جميع التركة، والزوجة الربع، ويأخذ الأب الباقي تعصيبا
ومقداره النصف.

ولذلك قال العلامة الأمير في المسألة الثانية:

قل لمن أتقن الفرائض فهما أيما امرأة لها الربع فرض

لا بعـول ولا برد وليســت زوجة الميت هل بذلك تقضوا

ثم قل لي ربعان في أي إرث ليس فيه عند الأئمة نقض.

أي
أن الأم فرضها الربع عند انحصار التركة في الزوج والأبوين، كما أن الزوجة
والأم فرض كل منهما الربع عند انحصار التركة في الزوجة والأبوين.

سبب تسميتها:

تسمى
هاتان المسألتان بالغراوين لا اشتهارهما فها كالغرة في جبين الفرس، أو
تشبيها لهما بالكوكب الأغر في كبد السماء، وهو من الشهرة بحيث يعرفه اغلب
الناس.

كما تسمى هاتان المسألتان بالعمريتين لقضاء عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فيها بهذا القضاء، فنسبتا إليه.

ووجهة
نظر عمر – رضي الله عنه – في قضائه أن الأم في كلتا المسألتين لو أعطيت
ثلث جميع التركة، لأخذت ضعف الأب في حالة انحصار التركة في الزوج والأبوين،
لأن الزوج يأخذ النصف ثلاثة أسهم، والأم الثلث سهمان، ويبقى للأب سهم
واحد، وفي ذلك تفضيل للأنثى على الذكر في الميراث، وهو غير معهود في الشرع
إذ المعهود أن يفضل الذكر على الأنثى أو يتساويا في النصيب كما في أولاد
الأم إذا كانوا خليطا من الذكور والإناث فإنهم يشتركون في الثلث يقسم بينهم
بالسوية. ولو أعطيت الأم ثلث التركة في حالة انحصار التركة في الزوجة
والأبوين لكان نصيبهما قريبا من نصيب الأب لان الزوجة تأخذ الربع وهو ثلاثة
أسهم وإلام الثلث وهو أربعة أسهم، ويبقى للأب خمسة أسهم.

» شروط الميراث
» تزاحم الوصايا في الميراث