"كلب ".............. للشيخ الطنطاوي رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثني رجل كبير القدر ، صادق اللهجه ، قال : كنت في لندن ، فرايت صفا طويلا من الناس ، يمشي في الشارع الواحد منهم عقب الاخر ، ممتدا من وسط الشارع الى اخره فسالت ، فقالوا : ان هنا ( مركز توزيع) ، وان الناس يمشون اليه صفا ، كلما جاء واحد أخذ أخر الصف فلا يكون تزاحم ولا تدافع ، ولا يتقدم أحدد دوره ولو كان الوزير ، لو كان امامه الكناس ، وتلك عادتهم في كل مكان على مدخل الكنيسة وعلى باب السينما ، وامام بائع الجريدة ، وعند ركوب الترام ، او صعود القطار .
قال :
ونظرت فرايت في الصف كلبا في فمه سلة ، وهو يمشي مع الناس ، كلما خطوا خطوة ، خطا خطوة ، لا يحاول ان يتعدى دوره ، او يسبق من امامه ، ولا يسعى من ورائه ان يسبقه ، ولا يجد غضاضة ان يمشي وراء كلب ، مادام قد سبقه الكلب .
فقلت: ماهذا ؟
قالوا كلب يرسله صاحبه بهذه السلة ، وفيها الثمن والبطاقه فياتيه بنصيبه من الاعاشة ...
لما سمعت هذه الفصة ، خجلت من نفسي ان يكون الكلب قد دخل في النظام ، وتعلم اداب المجتمع ، ونحن لا نزال نبصر اناسا في اكمل هيئة ، وافخم زي ، تراهم فتحسبهم من الاكابر .... يزاحمونك ليصعدوا الترام قبلك ، بعدما وضعت رجلك على درجته ، او يمدون ايديهم من فوق راسك الى شباك البريد ، وانت جئت قبلهم ، وانت صاحب الدور دونهم ، او يقفزون ليدخلوا قبلك على الطبيب ، وانت متالما من ساعتين ، وهم انما وثبوا من الباب الى المحراب ؟
خجلت من رجال لم يتعلموا الانتظام الذي تعلمته الكلاب ؟
انتهى كلامه رحمه الله ......................... واتمنى انها تعجبكم ......,,,,,,,,,,,,,,,, وتقبلوا تحياتي