للفائدة والتوعية لاولياء الامور لابنائهم :
قالت دراسة حديثة نُشرت
نتائجها يوم الاثنين أن الصغار الذين شاهدوا المصارعة على شاشات التلفاز
كانوا اكثر ميلا للتصرف بعنف مقارنة بالاطفال الاخرين, وأن الفتيات كن اكثر
تأثرا من الاولاد بهذه الظاهرة.
وجاءت هذه الدراسة لبحث ما إذا
كان الصغار الذين شاهدوا برامج المصارعة أكثر عرضة لتبني العنف بما في ذلك
حمل الاسلحة و العراك عند الخروج مع الاصدقاء.
ووجد الباحثين ان الطلاب الذين
مارسوا العنف عند الخروج مع الاصدقاء تحت تأثير الخمر او المخدرات كانوا
من اكثر من شاهدوا برامج المصارعة.
وقالت كيمبرلي تومسون
البروفيسور في مدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد: "انه شيء مؤكد, عندما
نتحدث عن الاطفال و الاعلام, انهم يتعلمون منه, يجب على اولياء الامور ان
يعيروا اهتمامهم الى وجبات الاعلام الخاصة بأبنائهم, و ما الذي يشاهدوه و
الخبرات التي يتعرضون لها."
نشرت الدراسة المبنية على
المعلومات المجمعة منذ سبع سنوات يوم الاثنين في طبعة أغسطس من مجلة طب
الاطفال. حيث قام فريق تحت قيادة روبرت دورانت, دكتور طب الاطفال في مركز
معمدان ويك فورستس, باستطلاع 2000 طالب من مدارس وينستون سالم و فورسيث
كاونتي في خريف 1999 و مرة اخرى في ابريل من عام 2000. وكان ما يزيد على
نصف هؤلاء بقليل من الذكور.
كانت الاسئلة تتضمن هل تصارع
الطلاب مؤخرا مع صديق او صديقة او هل كانوا يتعاطون المخدرات او الكحول قبل
ان تحدث مشاجرة, و هل قاموا بمشاهدة برامج المصارعة على التلفاز قبل
اسبوعين من الخضوع لهذا الاستطلاع.
وجدت
الدراسة ان 63% من الاولاد و 35% من البنات شاهدوا برامج المصارعة خلال
فترات الاستطلاع, و ان 25% من الاولاد و 9% من البنات شاهدوا هذه البرامج
ست مرات او اكثر. ووجدت الدراسة ان زيادة مرات المشاهدة كانت مرتبطة بمشاكل
سلوكية.
وقال ديورانت ان البنات الذين
شاهدن المصارعة ست مرات او اكثر خلال فترة اسبوعين كان لديهن نسبة 170%
اكثر ان يبدأن في الشجار مع صديق بالمقارنة بهؤلاء الذين لم يشاهدوا. و
بالنسبة الى الاولاد, كانت هناك نسبة 77% ان يفعلوا مثل ذلك.
وقال تومسون "انه شيء لا يتوقعه الناس, المعتقد ان البنات لا يلجأن للعنف بسهولة".
كلا الباحثين ديورانت و تومسون
- الذي لم يشترك في الدراسة - قالوا ان البحث يجب ان يكون كتحذير لأولياء
الامور. فبينما يعتقد الاباء أن برامج المصارعة مجرد تسلية فإن الأطفال لا
يرونها كذلك.
يقول: "هذا يعلم المراهقين انه
امر طبيعي ان يستخدم الانسان العنف لكي يحل مشكلة و ان المرأة تستحق
معاملة عنيفة, الاباء لا يعتقدون ان لذلك اثر سلبي على الاطفال فيما هم
يكتسبون العادات و السلوكيات."
لكن جراي ديفيس المتحدث الرسمي باسم مؤسسة المصارعة العالمية للترفيه فرفض النتيجة التي توصلت إليها الدراسة.
وقال: "على العكس تامام من
نتائج هذه الدراسة الخرفة, العديد من مشاهدينا يقولون ان مشاهدة البرامج
كانت تجربة ايجابية بالنسبة لهم و لابنائهم, العديد من هؤلاء الاباء
يعتبرون مشاهدة برامجنا مع اطفالهم وقت عائلي مهم."
وقال ديورانت ان النتائج
المستمرة للدراسة على مدى ست او سبع أشهر و التي تم ترتيبها لتتحاشى
المتغيرات المدرسية تقوي من نظرية ارتباط السبب و التاثير و انه يجب دراسة
المشكلة.
اضاف ديورانت "الخلاصة هي ان
المراهقين يتاثرون بما يتعرضون له, هذه الدراسة تشرح ان حدوث مشاجرات بين
الاصدقاء و الاشكال الاخرى من العنف تزيد عندما يزيد التعرض للعنف."