احمد حسن الزعبي
كان لنا الحق ان نتباهى بين الأشقاء العرب ..
ففي الوقت الذي كان ينهال فيه الرصاص المطاطي والحي على المتظاهرين في مصر
وتونس واليمن ..كان الأمن الأردني يوزع الماء والعصير "بمختلف النكهات"
على المتظاهرين..وفي الوقت الذي كان يقف فيه عناصر مكافحة الشغب كجدار بشري
في وجه المتظاهرين بالدول الأخرى، كان يضع رجل الأمن الأردني يده بيد
المتظاهر ويمشي معه جنباً الى جنب ..
كنا أنموذجا عالمياً لرقي المتظاهرين وحِلم
رجال الأمن..ما الذي قلبنا فجأة؟.. مؤسف ما حدث يوم الجمعه..مؤسف أن يسيطر
جناح العنف فيه على جناح التعقل وسعة الصبر ..
شباب 24 آذار كانوا يستحقّون التكريم لا
الضرب..يستحقون التصفيق لا التفريق ..لأن قلوبهم على وطنهم لا على مصالحهم
.. لأنهم يريدون الاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل أولادهم بعيش كريم آمن
ديمقراطي ..لا على أرصدتهم وأرصدة أبناء أبنائهم ..لأن هتافاتهم المغرغرة
بحب الوطن والعلَم والأرض هي هتافات حقيقية وصادقة..غير مرتبطة بنفاق أو
"بمناكفة"...
شباب 24 آذار "رقوا" الوطن بشعاراتهم
واهازيجهم من شر حاسد اذا حسد ،فالوطن الذي ينتج شباباً واعياً لحقوقه
مؤدّياًً لواجباته هو وطن محسود بلا شكّ..
***
مؤسف ما حدث يوم الجمعه ، ومؤسف أكثر أن
الخطاب السياسي فقد واقعيته وصار مثل غيره ، يستخدم نفس اللغة والأدوات
...بلطجية!! جهات خارجية داعمة !! أحزاب اسلامية محرّضة..هؤلاء و
طنيون!!وهؤلاء مندسون!!
مسيرات بهذا الاتجاه !! ومسيرات مضادة!!..
ايها الأردنيون الصادقون : علينا اعادة الخطاب واعادة "الاستيعاب" فمن
المؤسف بعد كل هذا الصبر والجهد أن نستبدل العصير "بدبشة" ، و"نخربش"
الصورة الجميلة بالهراوة أو بالشتيمة... ايها الأردنيون الصادقون : في هذه
الظروف الحالكة ؛ الأردني الحقيقي هو من يستوعب الآخر أكثر... كرمال الوطن
... فالوطن أبقى من الجميع. احمد حس الزعبي