مكانة المعلم الاجتماعية

المعلم، وحقوقه، ومكانته الاجتماعية وشدني
مداخلة من مدير ادارة الموهوبين بوزارة التربية والتعليم حيث كان يطالب
بتوفير حقوق المعلمين النظامية المتعلقة بالمستويات الوظيفية، وهذا لا خلاف
عليها لأنها تتحقق - وإن تأخرت - بقوة النظام.

أما الحقوق الأخرى التي أشار إليها في تلك المداخلة فهي تلك الحقوق
المهنية والمعنوية مثل الدورات التدريبية، والمشاركة في المؤتمرات
والندوات، وتكريم المعلمين.

وأجد نفسي اتفق واؤيد هذا الطرح لأن المعلم يقوم برسالة غاية في الأهمية
في التربية والتعليم، ويكفي أننا نثق به ونسلمه فلذات الأكباد ليوجه
عقولهم وقلوبهم كيفما يشاء.

انها مسؤولية كبيرة تتطلب توفر الأمانة والإخلاص، والقدرات التربوية إلى
جانب المهارات المهنية المتعلقة بإيصال المعلومات، وتحفيز عقول الطلاب على
التفكير.

عندما يقوم معلم مخلص متميز بعمله خير قيام لمدة طويلة، ويصل إلى مرحلة التقاعد فهل يتم تكريمه؟

ثم لماذا ننتظر مرحلة التقاعد حتى نقوم بالتكريم؟ لماذا لا نكرم المعلم
المتميز اثناء عمله لكونه يستحق ولتحفيزه وتحفيز الآخرين على الأداء
المتميز.

ويمر بذهني وأنا أكتب هذه السطور ما يحظى به لاعب الكرة من تكريم
واحتفاء حين يقرر الاعتزال وإذا كان هناك مجال للمقارنة فإننا سنجد أننا
نقصر بحق المعلم، وان مكانته الاجتماعية يجب أن تبرز وتدعم.

ان تقدير مكانة المعلم هو جزء من مشروع تطوير التعليم، والمعلم هو محور
التطوير، ولن تكتمل حلقات التطوير إلا بوجود معلم مؤهل علمياً وتربوياً
ويعمل في بيئة تربوية نفسية مناسبة في محيط اجتماعي يقدر مسؤولياته، ويعلي
مكانته ويبرز دوره ويمنحه حقوقه.

وإذا كان هناك اتفاق بين أهل الاختصاص على أن المعلم هو مفتاح نجاح
العملية التعليمية، وانه يقوم بدور معرفي وتربوي فإن معلم المرحلة القادمة
ستكون له مواصفات مختلفة من حيث المهارات ولابد من العودة إلى الوصف
الوظيفي للمعلم لمراجعته وتحديثه والنظر إلى دوره من زاوية انه صاحب رسالة
وليس مهنة، وأن الرسالة التي يقوم بإصالها إلى الطلاب ليست رسالة بريدية
يقوم فيها بدور المراسل ولكنه يساهم في تشكيل شخصيات الطلاب ورسم مستقبلهم.

من هنا نعود إلى موضوع الدورات التدريبية بهدف التطوير المستمر للأداء
وتحديث المفاهيم ونقول انه إلى جانب أهمية تطوير برامج إعداد المعلمين،
فإنه من المهم ايضاً ان يشارك في المؤتمرات والندوات ذات العلاقة، وأن يكون
له برنامج تدريب مستمر «مسار تدريب» يتيح له اكتساب المعارف والمهارات
بصورة مستمرة.

وعندما نتحدث عن مكانة المعلم الاجتماعية فلا يمكن اغفال وسائل الإعلام
التي نتمنى ان تنتقل إلى المدارس مثلما تنتقل إلى ملاعب الكرة، وأن تجعل
المدرسة جزءاً من المجتمع، وأن تعطي المعلم ما يستحقه من تقدير.