فتوى // العصبيه

قال
مجلس علماء الشريعة في حزب جبهة العمل الإسلامي إن الإسلام حارب منذ
اللحظة الأولى العصبية الجاهلية وحذّر منها أشد تحذير. وساق المجلس قول
الله تبارك وتعالى:{ إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية}،
تأكيدا لما ذهب إليه المجلس.
وتاليا نص الفتوى:

الحمد لله رب العالمين القائل {يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند
الله أتقاكم إن الله عليم خبير} والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل
(الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب) رواه ابو داود والترمذي.

في زحمة
الأحداث المتلاحقة وانعدام الرؤية عند بعض الناس انطلقت الدعوات الجاهلية التي تنم
عن جهل بمسلّمات الأمور التي لا يختلف عليها اثنان، وأخذت صيحات العصبية الجاهلية
تعلو في كثير من المواقع على شبكة المعلومات "الانترنت" والجرائد
الصفراء التي من أهدافها تدمير النسيج الاجتماعي والوطني، لقد نسي كثير من الناس
إسلامهم، وتعلق العديد منهم بالقبلية والإقليمية البغيضة التي تهلك الحرث والنسل،
فرأينا نحن علماء حزب جبهة العمل الإسلامي أن نعلن للناس كلمة الحق لأن العهد الذي
أخذه الله على العلماء أن يبينوا للناس حتى يكون الجميع على بصيرة من أمرهم، فنقول
وبالله التوفيق:

الإسلام
يحارب العصبية الجاهلية

لقد حارب
الإسلام منذ اللحظة الأولى العصبية الجاهلية وحذّر منها أشد تحذير.

فقال عز من
قائل {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية} سورة الفتح آية 26

وعن جبير
بن مطعم أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: ( ليس منا من دعا الى عصبية وليس
منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية) رواه أبو داود في سننه.

وقال صلى
الله عليه وسلم في العصبية القبلية: (دعوها فإنها منتنة) صحيح البخاري.

حث الاسلام
على الوحدة والاتحاد

قال عز من
قائل: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم
أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار
فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} سورة آل عمران 102-103.

وقال تعالى:
{هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبكم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما
ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم} سورة الأنفال 62-63.

وقوله
تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا
إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} سورة الحجرات الآية 13.

وقال النبي
صلى الله عليه وسلم: (لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على
أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى) رواه الإمام أحمد.

وعن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على
أحد ولا يبغي أحد على أحد) رواه مسلم.

وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وشبك
أصابعه) رواه البخاري ومسلم.

وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد
الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) رواه البخاري.

إن القبلية
تصنع في كثير من الأحيان نوعاً من الوحدة بين أبنائها فإذا ارتقى هذا الفهم
الوحدوي القبلي إلى أن هذه الوحدة القبلية يجب إدخالها في وحدة أسمى منها عمقاً
وهدفاً ونوعاً وهي وحدة الأمة الإسلامية كان ذلك تمهيداً لوحدة المسلمين وهي غاية
منشودة.

ومن
الضروري أن تكون هذه الوحدة القبلية دائرة في فلك الوحدة الإسلامية الكبرى ومغذية
لها، وعند أي تعارض بين الوحدتين تقدم الوحدة الكبرى ومصالحها على الوحدة الصغرى،
ولعل تحقيق هذه الوحدة القبلية الصغرى بهذا الفهم من الأسباب التي لأجلها أمر
الإسلام بصلة الأرحام، وجعل كثيراً من الأحكام تتعلق بالعشيرة مثل الميراث والديات
والعقل وغيرها.

الحكم فيمن
يدعو إلى عصبية جاهلية

بعد
الإطلاع على الأدلة السابقة من الكتاب والسنة التي لا اختلاف فيها، نقول وبالله
التوفيق:

إن كل من
يدعو إلى عصبية جاهلية خارج عن دائرة الإسلام بنص قول المصطفى صلى الله عليه وسلم،
وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، وعليه أن يعيد النظر في إسلامه قبل فوات الأوان ويعلن
التوبة. ومن مات على هذه العقيدة الجاهلية العمياء مات ميتة جاهلية.

» فتوى : شروط يجب على موظف البنوك الإسلامية الالتزام بها في بيع المرابحة